عليا محمود

عليا، بطلة من بطلات الإيمان المسيحي المعاصرات، اهتدت إلى طريق الحق والحياة على يد والدتي أم سليم وقبلت الرب يسوع مخلصا شخصيا لها، فأحبته وتعلق قلبها به. فتحملت في سبيل ذلك مشقات كثيرة تعرضت حياتها فيها للخطر فما ثناها ذلك عن عزمها بإتباع المخلص الحبيب. وكما بدأت إيمانها بأعجوبة واصلت سيرها في هذه الطريق المباركة بأعجوبة فربحت العشرات من بني جنسها للمسيح. وهاك قصة إيمانها

في البداية جرت فكرة أن نطبع وقائع الحدث العجيب الذي جرى مع والدتي ونضمنه الرسائل والإعلانات السماوية التي أعطيت خلال الثلاثة شهور الأولى من سنة 1933 فكان لنا ذلك فطبعنا الحدث العجيب وأخذنا بتوزيعه في كل مناسبة جيدة يمنحنا إياها الله.

وحدث أن وصلت نسخة منه إلى يد صبية كردية من بيروت اسمها عليا فقرأتها وتأثرت جدا مما قرأته وتملكها رعب سماوي. وفي ليلة 14/12/1933 ظهر الرب يسوع لوالدتي في رؤيا وأراها بيتا لا تعرفه سابقا وطلب منها أن تذهب إلى هذا البيت قائلا ستخلص من هذا البيت ابنة صبية وستكون سبب خلاص نفوس.

وفي الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم التالي ذهبت والدتي إلى البيت الذي أُمِرتْ أن تذهب إليه، وهناك استقبلتها سيدة تناهز الأربعين من عمرها. وبعد أن جلست دخلت صبية وفي يدها نسخة من الحدث العجيب وكانت متأثرة جدا. وبعد التعارف وسماع كيف أتت والدتي لزيارتهم تعجب الجميع من عمل الله العظيم وأخذت هذه الصبية واسمها عليا تسأل والدتي ووالدتي تجيبها. وعندما همت والدتي بالرجوع إلى بيتنا طلبت منها عليا أن تعود وتزورها فوعدتها والدتي أن تفعل ذلك.

وفي ليلة 15/12/1933 ظهر الرب يسوع لوالدتي برؤيا وكان بلباس رئيس الكهنة وقال لها "طوباك لأنك تركت بيتك وأولادك وتبعتنني، أتعابك واحتمالاتك أقدرها." فأجابت "ما تعبت بشيء حتى أستحق هذا." فقال "إيمانك وتصديقك ومخاطرتك بنفسك كل هذا عظيم عندي. إني قلت لك أن لي مقصدا في هذا البيت (ويعني زيارتها لبيت عليا). الرعب اخذ في قلب هذه الابنة مأخذا عظيما وهي ستؤثر تأثيرا عظيما على الآخرين وستربح عشرين شخصا وتكون شهادتها عظيمة. فاذهبي وترددي عليها وعلميها كيف الإيمان الحقيقي لأن قلبها جيد. اذهبي ولا تخافي. يوجد من يريد أن يؤخرك عن الإقدام على هذا العمل خوفا من الانزعاج فلا تلتفتي لهم ابقي مستمرة في طاعتك وها أنا أباركك وأكون معك والى حيث أرشدك اذهبي.

وفي 16/12/1933 ذهبت والدتي لزيارتها حسب أمر الرب، فاستقبلتها بالترحاب. وبعد حديث أخبرت هذه الصبية بأنها الليلة الماضية صلت وبكت، وفي منامها رأت شخصا جليلا وجهه يسطع كنور الشمس فخافت وأرادت أن تهرب وتختبئ. فقال لها لماذا تريدي أن تختبئي؟ أنا هو الذي ظهر للسيدة التي أرسلتها لك. إني استجبت جميع صلواتك ونظرت إلى دموعك. فقلت له من فضلك ماذا أفعل لكي استريح فأنا مضطربة جدا؟ فقال لي لا تعودي تفتكري بخطاياك لقد غفرتها انسيها عيشي الآن حياة جديدة. إني أريد منك أن تكوني شاهدة لي. لا تخافي. أريد منك أن تكوني سبب خلاص نفوس كثيرة من ؤ. فقلت له ما اسمك؟ فأجاب " أنا نور العالم من يمشي في هذا النور لا يضل. فطلبت منه أن يبقى معي ويعلمني. فأجاب النور الذي ظللك هو يعلمك. ثم وضع يده على رأسي وباركني. وبعد ذلك قال المرأة التي أرسلتها لك هي أيضا تعلمك. فتكلمت معها والدتي مدة طويلة وفرحوا جميعا بالرب.

وفي ليلة 21/12/1933 ظهر الرب لوالدتي في رؤيا وقال لها أريد منك أن تذهبي أيضا إلى عليا لأنها قلقة الأفكار ومحتارة كيف تعمل. هذه الابنة سأعظمها واشهر اسمها. فأجابت والدتي أنا مشتاقة لأزورها وإني سأذهب إليها بكل تأكيد. فقال الرب: أنا باركتك وسأباركك. لا تخافي يا بنتي من أحد فأنا معك. لا تتشوشي. ارمي بكل همك علي وأنا أعضدك. ثم ناولها الشركة المقدسة ورفع يديه على رأسها وباركها.

فذهبت والدتي لزيارة عليا حسب أمر الرب فاستقبلتها بشوق وفرح وقالت: تفضلي اجلسي لأخبرك ماذا رأيت. رأيت في رؤيا شخصا مصلوبا وأربع نساء راكعات أمامه وستة رجال ثلاثة من هنا وثلاثة من هناك. وكان بينهم شخص متقدم بالعمر ذو لحية ورأيته يبكي. وكان آخر أصغر عمرا ربما يناهز الثانية والعشرين، وآخر متوكئا على عصا وإحدى النساء كانت تبكي والأخرى محتضنة إياها. فخفت من هذا المنظر الرهيب وأفقت. وثم عدت ورأيت رؤيا أخرى. رأيت ابنة طويلة وجميلة داخلة إلى البيت فرحبت بها. فقالت لي هذه ا لسيدة لماذا خفت يا عليا من المنظر الذي رأيته؟ اعرفت من هذا المصلوب؟ هو يسوع المسيح، أراد أن يريك نفسه هكذا حتى تؤمني انه حقيقة صلب من أجلك. فقلت لها: أنا أعرف ذلك ولو ما ظهر لي هكذا فأنا مؤمنة. فقالت السيدة يجب أن تخبري الآخرين انه حقيقة المسيح قد صلب من أجلكم. اشهدي ولا تخافي. عليك شئ آخر أيضا أن تفعليه. عليك ليس فقط أن تؤمني بل تؤمني وتتقدسي وتتركي العشرة السيئة. وأيضا عليك أن تقبلي عطية الروح القدس. المرأة التي أرسلتها لك هي ترشدك وتعلمك عن الروح القدس. فقلت لها ما اسمك؟ فأجاب أنا جبرائيل. فنهضت وأردت أن أسجد له فمنعني وقال لا، لا تسجدي لي، ينبغي السجود لله وحده. فنهضت من النوم وأنا مرتعبة.

وعندها أخذت والدتي تشرح لها طريق الرب بأكثر إيضاح وتعلمها عن معمودية الروح القدس.

وهكذا آمنت عليا فلاحظ أهلها عليها كيف سلوكها تغير وإذ كان الشهر شهر رمضان الذي هو شهر الصيام عند الإسلام لم تراعي عليا صيامها كما لها عادة أن تصوم سابقا. فغضب والدها وأخذ آونة يهددها وآونة يلاطفها علها تصوم. فقالت مرة له يا والدي ما الفائدة من الصيام إذا لم يكن الإنسان سائرا حسب إرادة الله. فردعها وإذ علم بإيمانها بالمسيح زاد غضبا وهددها بالموت إذا هي ما تركت هذه الأفكار. لكنها أبت بإصرار وقالت لن أتخلى عن أيماني بالمسيح ولو مت.

وفي ليلة 3/1/1934 ظهر الرب لوالدتي وقال لها: أتعلمين أن في هذه الليلة أهينت عليا من اجل اسمي. فقالت ماذا الليلة هذه. أتسمح لي أن اذهب إليها. فأجاب لا اسمح لك الآن لأنه بذلك يكون عليك خطر. هي ستسافر في الأسبوع القادم وتغادر هذه المدينة وستكون هناك شاهدة عظيمة لي. فقالت والدتي آه أود لو تبقى عليا في هذه البلدة لكانت رفيقة حياتي. ثم قال لها ها هي الآن تتألم من والدها أريد أن آخذك لتسمعي صوتها. فأخذها في الرؤيا إلى بيت عليا فسمعتها تبكي وتقول لوالدها اضرب مهما شئت لا أريد أنكر إيماني بالرب يسوع المسيح اضربني ولو حتى الموت فأنا احب أن أموت بإيماني. فأنا أو كد أن مت فسأذهب إلى عند يسوع المسيح. الله يهديك يا أبي أنا ما ازعل منك. اضربني فالله يهديك إلى هذا الدين الحقيقي. وكان والدها قد اشتد غضبه عند سماع هذا الكلام وأخذ يضربها بأكثر عنف ورفع يده وفيها سكينا أراد أن يطعن بها ابنته. عندها صرخت والدتي عند مشاهدة ذلك وقالت آه يا رب احفظها الآن احميها بعنايتك الإلهية. امنع عنها كل تهديد يا يسوع اعنها. فقال الرب لوالدتي أسمعت صوتها وهي تتألم؟ فأجابت نعم يا رب سمعت صوتها وهي تبكي من والدها، أرجوك أن تحفظها يا يسوع وقالت ذلك بصوت شديد إذ كانت ترى والد عليا يضربها بعنف طالبا طعنها بسكين في يده وكان ذلك عند الساعة الثالثة صباحا. وكانت والدتي تقول في الرؤيا آه يا حبيبتي عليا أثبتي أثبتي لا تتزعزعي وعندها يبّس الرب يسوع يد والدها وبذلك منع طعن عليا بالسكين التي كانت بيده وقال الرب لوالدتي وهي شاهدة كل ذلك في الرؤيا الآن يبّست يده، لحد الآن ما صار إيمان أقوى من إيمان عليا، لأنها أمنت بكل قلبها. فهتفت والدتي عندها قائلة هللويا هللويا هللويا المجد لك يا الهي المجد لعظمتك ولقدرتك يا يسوع ما أعظم أعمالك. فقال الرب أنا بيد قوية اصنع في هذه الأيام. فقالت والدتي آه يا رب إنك حنون ورؤوف لأنك يبّست يد والدها وهو يضربها المجد لقدرتك وعنايتك الإلهية لأنك تحفظ المؤمن للنهاية. ثم قالت يا رب اسمح لي أن أذهب إليها. فأجاب لا، لا تذهبي. فقالت لماذا؟ أيكون علي خطر. إنهم يضطهدونك إذا ذهبت الآن، لكن اذهبي بعد مدة. فقالت أي متى أذهب يا رب؟ فأجاب اذهبي يوم الخميس. فقالت ماذا أقول لها؟ فأجاب إن والد عليا سوف لا يدعو طبيبا مطلقا خوفا من الفضيحة كما وأني لا ادعهم يدعو طبيبا حتى يعرفوا ويتأكدوا أعمالي. ولما تذهبي إليها فهي ستذهب إلى والدها وتصلي لأجله وأنت ساعديها واركعي بجانبها وبينما انتم تصلون فهو يشفى حالا. فهتفت والدتي متهللة بالروح وقائلة عند سماعها انه يشفى حالا. هللويا هللويا هللويا إن جميع أعضائي تهتز يا يسوع. نعم يا رب أنا اخبرها بهذا أن حينما تصلي أن يد والدها تبرأ في الحال.

ويوم الخميس 4/1/1934 كان الطقس ماطرا جدا، وكانت والدتي في نفس الوقت تشعر بضعف في جسدها إنما كانت ترى انه لا بد من إطاعة أمر الرب والذهاب إلى عليا رغم ضعف جسدها ورغم حالة الطقس الماطر جدا.

ولما حان الوقت المعين من قبل الرب لذهابها صحي الجو فجأة وامتنعت الأمطار فذهبت إلى بيت عليا. ولما قرعت الباب فتحت لها فتاة صغيرة هي أخت عليا ثم لحقت بها عليا ولما شاهدت والدتي اضطربت وخافت ثم قالت لها تفضلي أم سليم أدخلي بسرعة. فدخلت والدتي إلى غرفة الاستقبال. فقالت لها عليا متلعثمة من فضلك أم سليم لا تمكثي طويلا لأني أخاف عليك. فقالت والدتي مبتسمة لماذا تخافين عليّ؟ فأجابت عليا لو علم والدي انك هنا لاستدعى الشرطة. فضحكت والدتي. إنما عليا تابعت كلامها قائلة آه لو علمت ماذا جرى لي بعد أن ذهبت من عندي آخر مرة. فأجابتها والدتي مبتسمة إني أعلم يا حبيبتي. فقالت عليا بتصميم لا، لا إنك لا تعلمين، لأنك، لأنك هذه أول مرة تحضري إلى عندنا بعد ما جرى ذلك. فأجابت والدتي بلى إني أعلم وأخبرتها بكل القصة. فتعجبت عليا وقالت تبارك الله. فتابعت والدتي كلامها قائلة إذا دخلت وصليت فيد أبيك ستشفى حالا. فقالت عليا والصفار يعلو وجهها إني أخاف أن أواجهه فمنذ أن ضربني لم يواجهني أبدا. فأجابتها والدتي لا يا عليا تشجعي لأنه يجب أن نصلي الآن لأجله. فقالت أنا ما أعرف كيف أصلي. فعلمتها والدتي كيف تصلي. عندها قالت عليا متشجعة إذن دعيني أولا أخبر أمي وهنا دخلت أم عليا ولما رأت والدتي اصفر وجهها واحتارت ماذا تقول إنما عليا تداركت الأمر وأخبرتها بكل شئ وكيف والدتي رأت وسمعت كل ما جرى معها في تلك الليلة. ففرحت والدة عليا وذهبت حالا إلى والد عليا وأخبرته بكل شئ وانه إذا قبل أن والدتي وعليا تدخلان علية وتصليان لأجله فإن يده ستشفى حالا. فأجاب الرجل شئ عجيب دعيهما يدخلان. فدخلتا عليا ووالدتي ولما رأى والدتي نهض وجلس في فرشته ويده وساعده متيبسة فرحب في والدتي بكل احترام وقال لها أريد أن أسألك كيف تعرفت على عليا؟ فأجابت والدتي أنا لم أكن أعرفها سابقا ولكن ملاك الله أرسلني إليها وأخبرته مفصلا كيف سمعت عندما كان يضرب عليا وكيف الرب يبس يده بسبب ذلك وكيف أنها أتت الآن لتصلي لأجله فتشفى يده وعندئذ سيتحقق قوة الله. فقال مندهشا مما سمع حسنا أريد منك أن تصلي وتابع كلامه مخاطبا إلى ابنته عليا وقائلا انظري يا عليا إن كانت يدي لا تشفى فسترين أن لا ذبّاح لك غيري.

عندها ركعت عليا ووالدتي وابتدأت والدتي بالصلاة ثم طلبت من عليا أن تصلي لكن هذه ترددت من مسك يده خوفا ولكنها تشجعت بالرب ومسكت يده وصلت ولما صلت شفيت يده فوراً. فأخذ الرجل يحرك يده يمنة ويسرة ليتأكد هل حقا يده شفيت ويكاد أن لا يصدق أن الأعجوبة جرت من شدة اندهاشه ولما تأكد انه فعلا يده قد شفيت انتابه رعب شديد وأغمي عليه. فصرخت والدة عليا عندما رأت زوجها مغمى عليه وقالت مات الرجل مات الرجل. عندها والدتي قالت لا تخافوا إنه لم يمت وطلبت ماء ولكن لم تستطع أم عليا من إحضار الماء إذ تهاوت رعبا ولم يكن لديها قوة لتتحرك من الرعب. لكن والدتي أخذت تصلي لأجله مستغنية عن رشه بالماء. ففتح الرجل عينيه وجلس ولما جلس قال مخاطبا ابنته يا عليا أجرك عظيم، أنا أخطأت إليك، يا ابنتي ظلي على إيمانك والله يهدينا في الإيمان الحقيقي وأن لا نكون من المشركين. ثم التفت إلى والدتي وقال يا ابنتي مباركة أنت الله يجعلك بركة لفعل الخير لولا انك امرأة طاهرة لما أرسل الله ملاكه لك وعرفك بكل شئ. وتابع كلامه لوالدتي قائلا صلي لأجلي حتى الله يغفر لي ويرحمني. ثم طلب منها بحرارة ورجاء أن تعود وتزورهم حالما يعودون من بيروت وان البيت مفتوح أمامها دائما.

ولا بد من الذكر هنا أن الرب ظهر لوالدتي قبل ذهابها إلى عليا وفي صباح ذلك اليوم نفسه وشجعها قائلا تشجعي بالرب لا تخافي أنا قائدك العظيم لا أحد يستطيع أن يضلك عن الطريق. ثم وضع يده على رأسها وصلى قائلا:

بركات الرب عليك وقوة الرب تظللك وستكونين أما لشعوب كثيرة تشددي وتشجعي وتقوي واذهبي إلى الابنة عليا لا تخافي ولا تهابي ها أنا أضع في فمك كلمات تذيب الجليد.

وفي مساء الجمعة أي ليلة السبت 6/1/1934 ظهر الرب لوالدتي في رؤيا وقال افرحي وابتهجي لان البيت الذي ذهبت إليه قد خلصوا جميعا والرجل اخبر ابن أخيه بكل الأمور التي جرت وعليا فرحة جدا ولكنها متأسفة على فراقك وهذا الحادث سيكون سبب خلاص عشرين شخصا. مباركة أنت وأهل بيتك ومبارك كل بيت دخلت إليه وأنا فرحان من أبو سليم لأنه تقدم كثيرا وبعد أن صلى على رأسها قال لها لا تخالطي أهل العالم فقط اجلسي مع الذي قلبك يرتاح به وأطيعي لصوتي ولروح الإرشاد، وها أنا أبقى معك دائما ثقي لا تخافي.

ومن الجدير بالذكر انه كان حضر من دمشق شقيق والد عليا مع ابنه سعيد ليخطب عليا لسعيد. فاحتار أبو عليا كيف يمكن أن يكون هذا وكيف يمكن أن يوفق بين حياة عليا المؤمنة بالمسيح وحياة سعيد الذي حسب بكره انه يخالفها في هذا الإيمان. غير أن الرب فتح الطريق أمامه بشكل عجيب فعندها كاشف ابنته عليا بهذا الأمر . الهم الرب عليا بان تطلب منه ليسمح لها بمقابلته سعيد ومخاطبته على انفراد فكان لها ذلك ولما قابلته على انفراد جرى بينهما الحديث التالي:

هي: يا ابن عمي أريد أن أصارحك بما يجول في نفسي بما يتعلق بزواجنا.

هو: تفضلي.

هي: هل تعدني وعدا صادقا أن تكتم كل ما أقوله لك.

هو: طبعا طبعا وبكل تأكيد.

هي: أنت تعلم يا سعيد أن الزواج الموفق هو انسجام روحي ونفسي قبل كل شئ.

هو: طبعا.

هي: إذن اسمح لي أن أصارحك وأكاشفك بكل ما في قلبي فان وافقتني فاكون من نصيبك وإلا فآني أتمنى لك التوفيق بشريكة حياة تعيش معها سعيدا.

هو: تفضلي تكلمي يا عليا وبدأ على وجهه الاهتمام الجدّي.

هي: حسنا إنما الأمر مهم جدا بالنسبة لي ولذا أريد منك مرة أخرى تأكيدا قاطعا بان تكتم ما أبوح لك به كتمانا صادقا فأنا ابنة عمك وما يؤذيني أنا أتأكد انه يزعجك.

هو: قلت لك وأعود واكرر باني سأفعل ذلك وقسم لها بشرفه.

هي: عندئذ أخذت تسرد له قصتها من البداية وما جرى بينها وبين أبيها وصرحت له بإيمانها بالمسيح وانه لا يمكن أن تقترن إلا بمن يؤمن بالمسيح يسوع.

فعند سماعه هذا هتف سعيد مبتهجا وقال من أعلمك أني أميل إلى المسيحية قبلك وأعرب لها عن موافقته على كلامها وتعاطفه كثيرا بهذا الأمر. فعندها تم الاتفاق وفي الغد سافر الجميع إلى دمشق ليتم الزواج هناك في بيت والد العريس.

ومساء الجمعة 6/1/1934 ظهر الرب لوالدتي في رؤيا ولما رأته ركضت نحوه وخرت ساجدة له فقال لها:

افرحي وابتهجي لان البيت الذي ذهبت إليه قد خلصوا جميعا وكانوا يتكلمون وهم في السيارة ووقع رعب عليهم. والرجل (أي والد عليا) اخبر ابن أخيه بكل الأمور التي جرت. وعليا الآن فرحة جدا غير أنها متأسفة على فراقك وهذا الحادث سيصير سبب خلاص لعشرين شخصا. مباركة أنت وأهل بيتك ومبارك كل بيت دخلت إليه. أنا فرحان من أبو سليم لأنه تقدم كثيرا. ثم وضع الرب يده على رأسها وباركها وبعد ذلك قال لها لا تخالطي أهل العالم اجلسي مع الذي قلبك يرتاح به وأطيعي لصوتي ولروح الإرشاد وها أنا أبقى معك دائما ثقي لا تخافي.

وفي وقت لاحق وردت رسالة من عليا إلى والدتي مؤرخة في 18/1/1934. تجد نصها في هذه الصفحة.